كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي

/ﻪـ 
البحث:

هدايا الموقع

هدايا الموقع

روابط سريعة

روابط سريعة

خدمات متنوعة

خدمات متنوعة
الصفحة الرئيسية > شجرة التصنيفات
كتاب: نزع الخافض في الدرس النحوي



أولهما: أن بين حرف الجر ومجروره، والمضاف والمضاف إليه من شدة الاتصال والتلازم ما ليس بين غيرهما (1)، فنزع الخافض ليس بالسهل بحيث لو أطلق عليه لفظ الحذف ربما تجرد من دلالة شدة الاتصال التي بين الخافض والمخفوض؛ لأن الحذف "إسقاط جزء الكلام أو كله لدليل" (2)، والنزع إسقاط بشدة كما تقدم (3)، لذلك كانت دلالة النزع أدق في التعبير من الحذف.
آخرهما: أن استعمالهم حذف الجار أو حذف المضاف، يرد في معرض تحليل التغيير الحاصل في تركيب الأمثلة قاصدين بهما مفهومهما اللغوي، كما في صور الحذوف الأخرى، كحذف الفاعل وحذف المفعول، وحذف المبتدأ لا على سبيل العرف الاصطلاحي كما هو شأن نزع الخافض الذي صار مصطلحا شائعا بعد سيبويه الذي عبر عنه تعبيرا غير صريح (4).
ومع هذا لا مانع- في إطار تحليل التركيب- أن نعبر بالحذف، كقولنا: حذف حرف الجر، أو حذف المضاف قاصدين المفهوم اللغوي ولاسيما أن الحذف غير مناقض للنزع، بل هو أعم منه واستعمال العام مرادا به الخاص بدلالة القرائن، كثير مشهور "أما المحظور فهو الخلط بين مصطلحات الظواهر المختلفة" (5).
2- إضمار الخافض:
يقول الفارسي (ت: 377هـ): "وقد يحذف حرف الجر، فيصل الفعل إلى الاسم المحلوف به وذلك نحو: الله لأفعلن، وربما أضمر حرف الجر، فقيل: الله لأفعلن" (6).
ويقول ابن الخباز (ت: 639هـ): والجر بعد الحذف (أي حذف المضاف) ضعيف لأن حرف
- - - - - - - - - -
(1) ينظر: كتاب سيبويه: 2 /164، 3 /502، وشرح المفصل: 3 /19- 20، 23، وشرح الأشموني: 2 /236 275- 280.
(2) البرهان في علوم القرآن: 3 /115. وينظر: ظاهرة الاستغناء: 33.
(3) ينظر: هذا البحث: 1.
(4) ينظر: كتاب سيبويه 1 /38- 39، والمصطلح النحوي: 148.
(5) ظاهرة النيابة: 44.
(6) الإيضاح: 210.